تعيش الأحزاب آخر يوم من أيام الحملة الانتخابية وينتهي حقها في التواصل مع المواطنين أو الاتصال بهم ودعوتهم للتصويت على البرامج أو المرشحين، ويعد كل سلوك باسم الحزب خرقا للقانون ابتداء من منتصف ليلة هذا اليوم 6 أكتوبر .... فقد انتهت مدة الحملة وتولدت لدى الناخبين قناعات وتبلورت لديهم مواقف سوف يثبتونها من خلال أداء واجبهم تجاه العملية السياسية بانواعها الإيجابية والسلبية، وسيكون يوم غد الجمعة يوم تصفيف الأحزاب أمام الناخبين ومنحهم حق رسم معالم خريطة سياسية تعززها أصوات المواطنين في مكاتب التصويت ، ذلك أن الأحزاب السياسية اما ان تنجح في امتحان الاقتراع أو تخسر بقرار من الناخبين بحكم أن التواصل عبر الحملة قد وضح للمواطنين المستحق من غير المستحق ... مما يجعل من يوم غد الجمعة يوم مصيري للحسم في التنافس بين الاحزاب و إبراز الحزب الذي سيتصدر الانتخابات ومنه سيعين رئيس حكومة تقود الولاية التشريعية الثانية بعد دستور 2011، حيث ينتظر منها تحريك الاقتصاد الوطني وإعادة النظر في السياسات الاجتماعية بحكم المشاكل التي عبرت عنها الفعاليات والمواطنين بمختلف مستوياتهم..... وهو ما يدعو المواطنين إلى التعبير الحر والواعي والمسؤول عن إرادتهم وممارسة حقهم الدستوري والمشروع في إبداء الرأي السياسي حول ما قدمته الأحزاب خلال الحملة من حضور وعروض ووعود بغض النظر هل هي كاذبة أم صادقة لانها مرتبطة بالمستقبل أو الولاية التشريعية القادمة ... فاختيار من يستحق الثقة أكثر هو حق يحدده المصوتون .
ويبقى التوجه لصناديق الاقتراع للتعبير عن مشاعر ومواقف وآراء المواطنين وقناعاتهم الفردية بشكل تلقائي - واختيار من يستحق تمثيل الشعب في قبة البرلمان - داخل مكاتب التصويت، والالتزام بسلامة العملية امر واجب سيما وأن بعض التجاوزات قد تحصل في يوم الاقتراع هذا، لكون مراقبة مناضلي الأحزاب صعبة وان وسائل المراقبة غير كافية ... فاعتراض الناخبين للتأثير عليهم وتوجيههم سلوك غير مقبول وقد يؤدي إلى اصطدامات ذات عواقب وخيمة قد يسببها ممثلي الأحزاب في الدوائر الإنتخابية. ... القروية بالخصوص.. كما أن محاباة المواطنين داخل مكاتب التصويت أو إفصاح الناخب علانية عن تصويته على المرشح أو الحزب الذي يعتز بالانتماء إليه داخل مكتب مسألة مسيئة لمشاعر باقي ممثلي الأحزاب داخل المكتب ويثير غضبهم واحتجاجهم لأن الاقتراع سري، وواجب على السلطات تطبيق القانون وفرض احترام نزاهة العملية، كما أن صلاة الجمعة تكون مناسبة في بعض الدواوير لظهور المرشحين بين المصلين والتأثير عليهم بطريقة غير مباشرة ومراقبة المواطنين المتوجهين نحو المكاتب وعدهم والانتباه للذين لم يؤدوا واجبهم ....
وعليه فقد تظهر حالات طعن بسبب خروقات تمس بالعملية والتي ستعرض على القضاء الدستوري للبث فيها، سواء تعلق الأمر بتسريب أوراق الاقتراع أو تزوير .....
وفي الاخير يبقى الرهان الأكبر هو الوطن والعملية الانتخابية هي آلية دفع المغرب نحو تجديد مؤسساته المنتخبة وضخ الاوكسجين لكي تستمر الحياة السياسية مهما كان مستوى المشاركة ومهما كان مستوى اداء الأحزاب في خضم الظروف الداخلية والدولية الراهنة.